ساندي عضو فعال
المساهمات : 111 تاريخ التسجيل : 01/07/2008
| موضوع: «مكة» كاليفورنيا تستعد للاحتفال بمرور قرن على صناعة «التمور» الأميركي السبت أغسطس 02, 2008 4:25 am | |
| «مكة» كاليفورنيا تستعد للاحتفال بمرور قرن على صناعة «التمور» الأميركية تستعد بلدة مكة في ولاية كاليفورنيا الأميركية للاحتفال في عام 2011 بمرور قرن على غرس شتلات النخيل في تلك المنطقة الصحراوية، التي تقع إلى الجنوب من مدينة بالم سبرنغز. وعلى رغم أن الشتلات جاء بها مغامر أوروبي غربي متحمس من إحدى الواحات الجزائرية، إلا أن المعلومات التي حصلت عليها سفارة الولايات المتحدة في السعودية من أصحاب مزارع النخيل، تلبية لطلب من وزارة الزراعة الأميركية، كان لها دور كبير في تحويل صحراء كاليفورنيا إلى واحة تحمل اسم أطهر بقعة على وجه الأرض، كما جعلت الأميركيين يعرفون من دون صعوبة أسماء من قبيل «البرحي» و«الحلوي» و«السكري» و«الرطب» و«المجهول»، وغيرها من أسماء التمور.
وكانت وزارة الزراعة الأميركية رأت قبل عام 1911، أن استجلاب شتلات النخيل هو أفضل حل لاستصلاح أراضي صحراء كاليفورنيا. وبعثت برقيات إلى سفارات الولايات المتحدة في الدول العربية، التي تنمو فيها أشجار النخيل لشراء شتلات وإرسالها إلى كاليفورنيا، لكن التجارب الأولى لم يكتب لها النجاح، إذ إن الأميركيين اكتشفوا أن النخيل يحتاج إلى موارد مائية ضخمة حتى يصل إلى طور الإثمار. وكادت واشنطن تطوي صفحة «التمر الأميركي»، لئلا تتكبد نفقات باهظة من أجل ري شتلات النخيل التجريبية. غير أن موعد كاليفورنيا مع التمور جاء في عام 1911، حين وصل إلى هناك هنري سايمون، الذي نصحه طبيب بقطع دراسته في جامعة أكسفورد في بريطانيا ليقيم في منطقة جافة، يناسب هواؤها غير المشبع بالرطوبة رئته العليلة. وكانت أول مهمة قام بها سايمون هي حفر بئر عميقة لتأمين حاجته من الماء. وفي غضون أشهر عرضت عليه الحكومة الأميركية أن يعمل في الجزائر، ما دام قد درس تاريخ العالم العربي في جامعة أكسفورد، ويجيد العربية والفرنسية، لاستقصاء إمكان استجلاب النخيل إلى الصحراء الأميركية. وعكف بعد وصوله إلى الجزائر على التعرف على رجال الواحات الصحراوية، الذين استطاع أن يشتري منهم ستة آلاف شتلة نخيل من الصنف الممتاز، وسارع إلى نقلها بحراً إلى كاليفورنيا. لم يكتف سايمون بالشراء والنقل، بل مكث مع بدو الواحات الجزائرية، يدوّن بالقلم وعدسة الكاميرا كل شيء اعتادوا على القيام به من أجل نخيلهم. وعاد إلى أوروبا للقاء ذويه، وتهيأت له فرصة الاقتران بإحدى الحسان. وتوجها إلى كاليفورنيا، حيث ابتنى بيتاً قرب المستوطنة الصغيرة التي تحمل اسم مكة، وبدأ يروي شتلات النخيل من ماء البئر، التي حفرها قبل سفره إلى العالم العربي. هكذا بدأت صناعة التمور في أميركا، وظل كثيرون يعتقدون أن التمر لا يوجد إلا في الشرق الأوسط، وبفضل جودة الشتلات التي اشتراها سايمون من الواحات الجزائرية، نجحت الولايات المتحدة في استيلاد عدد من أجود أصناف التمر، خصوصاً «الحلوي» و «الخضراوي» و «البرحي» و «السكّري» و «دقلة النور»، بل تمر «الخلاص الحساوي» المعروف بجودته الفائقة. | |
|